Archive | September 2020

الإيمان بالله

مرة كنت بسمع درس ديني على ساوند كلاود عن العقيدة والشيخ اتكلم عن موضوع أثر فيا جدا وحسيت بخوف عجيب من انه مخطرش على بالي قبل كده..
الشيخ قال فيما معناه..
انا عايزكم تسألوا نفسكم انتم جيتوا درس العقيدة انهاردة ليه؟
*فى منكم ناس حضرت لأن قاعة الدرس مكيفة والكراسي فيها مريحة، ولو كانت غير كده مكنتش جت..
*وفى ناس حضرت لأن مكان الدرس قريب من بيوتهم او مواصلاته سهلة ولو كانت غير كده مكنتش جت..
*وناس حضرت لأن لهم أصحاب بيحبوهم قرروا يحضروا ودى فرصة كويسة يشوفوهم ويقضوا معاهم وقت، وثواب بالمرة..
لكن يا ترى كام واحد جى انهاردة عشان يعرف ربنا اكتر ومش لأى أسباب تانية جانبية وكان حيجي مهما كانت الظروف صعبة لأنه مستعد يعمل اى حاجة عشان يقرب من ربنا ويعرفه كويس؟

كلامه خلاني أفكر، يا ترى كام مسلم فى العالم الحالى ممكن يروح يحج لو مفيش اى طيارات وموصلات زى زمان؟؟

وخلانى افكر بشكل اشمل قد ايه احنا مقصريين فى علاقتنا بربنا! بنقول احنا مسلمين ومؤمنين وبنحب ربنا وبنهتم جدا بالعبادات..لكن فى الحقيقة إيمان اغلبنا شكلي، بنعمله لأنه كلمة..ومش بنبذل اى مجهود فيه.. عشان كده بقى زى مركب صغيرة فى بحر كبير، اى حبة رياح بتحركه يمين وشمال، ولا عارفين المركب المفروض تمشي ازاى ولا رايحة على فين..
كتير مننا محاولش يدخل فى أعماق علاقته بالله ولا انه يبذل اى مجهود حقيقي عشان يقويها ويخليها جزء ثابت ومتين فى حياته ويحولها لشجرة عالية جذورها عميقة وثابتة، مهما كانت قوة الرياح حواليها استحالة تتكسر او تتحرك من مكانها ابدا..
وعشان كده فى ناس كتير جدا علاقتهم بربنا بتتهز مع أى سؤال ميلاقيش له إجابة ومع كل وأى ابتلاء يمروا بيه او حتى لما دنيا تمشي عكس توقعاتهم بس..

كتير مننا بيصوم عشان مطمن ان عنده اكل كتير فى الثلاجة، وبيصلي عشان ربنا انعم عليه ببيت وأهل وأصحاب..وبيحمد ربنا عشان معاه فلوس وعنده شغل.. لكن يا ترى كام واحد حيفضل يصلي ويصوم ويذكر بنفس الحماس والقرب لو ربنا ابتلاه ابتلاء شديد فى اى حاجة من النعم دى او فيهم كلهم؟
ولا ساعتها حتظهر اسئلة تخص علاقتنا بربنا!!
*اشمعنى انا يارب؟
*انا عمرى ما اذيت حد يارب!!!
*انا كنت بشكرك على نعمك يارب وانت اخدتها!!!
*ليه تعمل فيا انا كده وأهل الشر لأ؟
*هو انت خلقتني ليه يارب؟؟
وهكذا…
أسئلة كتير تهز الإنسان من جواه ويلاقي نفسه تايه ومش لاقي رد ولا عارف يعمل ايه عشان يلاقي إجابة تريحه.. ويبقى ولا قادر يصلي ولا له نفس يصوم ولا عارف هو بيذكر الله ليه اصلا..
ولو حتى اتمنى شيء من قلبه ودعى ربنا بيه كتير وربنا محققش دعوته، بيزعل من ربنا ويقوله مستجبتش ليه زى ما وعدتني بالإستجابة لو دعيت، مش انت يارب اسمك القدير؟

وبننسى ان حياتنا دى كلها زى قطع البازل اللى ربنا بيشكلها بطريقة محددة محدش يعرفها غيره عشان تعمل شكل نهائي منظم وجميل.. وممكن جدا اللى دعينا بيه ده يكون قطعة عجبانا صحيح، لكن مش ممكن تكمل قطع البازل بتاعتنا، بالعكس دى هى القطعة اللى حتبوظ الشكل النهائي الجميل اللى محدش شايفه كامل غير ربنا وبس.. ربنا اللى لو عرفناه باسمه الحكيم والحسيب والعليم والمقيت والوكيل حنطمن لما الدعوة متتحقش زى فرحتنا لو اتحققت بالضبط..
فى ديننا، أول أركان الإيمان هى الإيمان بالله واللى متنفعش تكون كلمة تتقال، لازم نهتم بيها ونقويها ونبذل فيها مجهود عقلي وقلبي وروحي اللى حيوصلنا لمعرفة الله وحبه وقربه عشان يتم الركن الأول من الإيمان اللى بيه عقولنا حتلاقي كل الإجابات وقلوينا حتطمن له وبيه وحتكون باقي أركان الإيمان -اللى مشفناش منها اى حاجة- سهلة جدا، وبيه أركان الإسلام حنعملها من قلوبنا مش من جوارحنا..
وحيكون السفر للحج مشيا على الأقدام سهل وله بهجة وكأنها عينة من بهجة الجنة..

رانيا زيت حار